Parse error: syntax error, unexpected '<' in /home/uaemat5/public_html/ar/aforum/showpost.php(229) : eval()'d code on line 6
منتديات الرياضيات العربية - عرض مشاركة واحدة - لثقافة المسلم : حقائق الإسلام فى مواجهة الشبهات
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-2009, 07:15 PM   رقم المشاركة : 32
عضو شرف خبير الرياضيات
 
الصورة الرمزية أحمد سعد الدين

من مواضيعه :
0 لثقافة المسلم : علِّم نفسك السيرة النبوية
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين انشاءات هندسية
0 لثقافة المسلم : القضاء والقدر - سؤال وجواب
0 لفائدة الطلبة : حلول تمارين فى المتتابعات
0 رقم (247)






أحمد سعد الدين غير متصل
أحمد سعد الدين is on a distinguished road

شكراً: 0
تم شكره 289 مرة في 156 مشاركة

افتراضي


**** وسوسة الشيطان لهما وما ترتب عليها :
وهذه المرحلة من القصة قد اشتركت فى الحديث عنها مجموعة من السور هى : " البقرة " قال سبحانه وتعالى :[ فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ] (19) .
" الأعراف " قال سبحانه وتعالى :[ فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ] (20) .
تلك هى مواضع ورود مرحلة وسوسة الشيطان لآدم وزوجه . حسداً منه وحقداً عليهما على أن بقيا فى الجنة وطرد منها .
**** والذى نلاحظه هنا أمور :
أولاً : أن السورتين المكيتين اتفقتا فى التفصيل والتعبير عن إغواء الشيطان لهما بالوسوسة ، بينما عبرّت عنه السورة المدنية بالإزلال . كما جاءت فيها المعانى مجملة .
ثانياً : أن التفصيل فى كلتا السورتين المكيتين ـ مع اختصاص الأعراف بنصيب وافر فيه ـ صور لنا لقطات هامة هى : الغرض من الوسوسة ـ أسلوب الخداع الذى سلكه اللعين فى الإضلال ، وهذا الأسلوب اعتمد على الإغراء والتأكيد بالقسم ـ بدو سوءات آدم وحواء ـ اجتهادهما فى سترها بورق الجنة ، تأنيب الله لهما على ما بدر منهما . ومخالفتهما نصحه .
ثالثاً : أن سورة البقرة وطه اتفقتا فى الإشارة إلى توبة الله عن آدم واجتبائه له وانفردت سورة الأعراف بالحديث عن تندمهما ودعائهما ربهما بالمغفرة والرحمة . فكأن ما فى البقرة وطه من الإشارة إلى التوبة واجتباء الله لآدم استجابة لذلك الدعاء الذى انفردت به الأعراف خاصة وأن كلا من السورتين ـ طه والبقرة ـ نزلتا بعد الأعراف . إذ أن الأعراف هى السورة الثانية التى تحدثت عن قصة آدم بعد سورة " ص " ، وهذا يفسر لنا سر التفصيل فيها لهذه المرحلة أكثر مما ورد فى طه . وهى قسيمتها فيه ..
****أمر الله لهم بالهبوط إلى الأرض :
وهذه مرحلة جاءت فى بعض المصادر دون بعضها .. ومصادر ورودها هى : " البقرة " قال سبحانه وتعالى :[ قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ] (21) .
" الأعراف " قال سبحانه وتعالى :[ قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون
وفيها تموتون ومنها تخرجون] (22) .
" طه " قال سبحانه وتعالى :[ قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإمّا يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ] (23) .
من التأمل والمقارنة بين هذه النصوص يخرج الباحث بما يأتى :
أولاً : أن الأمر بـ "الهبوط " جاء بصيغة الجمع فى البقرة والأعراف لأن المخاطب ثلاثة : آدم وزوجه وإبليس .
وجاء بصيغة التثنية فى طه . ولعل سره أن المأمور بالهبوط فريقان : آدم وزوجه فريق ، وإبليس فريق آخر .
ثانياً : أن الأمر فى البقرة وطه قد اقترن ضمير المخاطب فيه بالتوكيد بلفظ : " جميعاً " ولم يرد ذلك فى الأعراف .
ثالثاً : أن التصريح بـ " ثبوت العداوة بينهم " أمر مشترك بين الأعراف وطه ، أما آية البقرة هنا فقد خلت منه . لأنها جاءت تأكيداً بالهبوط للآية التى قبلها . وفيها صرح الله بثبوت تلك العداوة . فاكتفى بها .
رابعاً : أن ترقب هدى الله قد صرح به فى كل من البقرة وطه .. ولم يأت فى الأعراف إطلاقاً .
خامساً : أن بيان أن من اتبع الهدى [ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] ، أو :[ فلا يضل ولا يشقى ] من خصائص سورتى البقرة وطه مع اختصاص طه بشئ من التفصيل إذا ما قورنت بالبقرة . هذا البيان لم يرد فى الأعراف . لأنه تابع لترقب الهدى الذى لم يرد فيها كما مر .
سادساً : التصريح بـ : " الاستقرار فى الأرض والتمتع فيها إلى حين " من خصائص سورتى البقرة والأعراف . مع اختصاص الأعراف بشرح تفصيلى لأدوار سنة الله التى سيخضعون لها فى الأرض قال :[ فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ] (24) .
ولكل من هذه الفروق دواع ومقتضيات يطول بنا الحديث لو تتبعناها على أن هناك فروقاً دقيقة بين الألفاظ المتقابلة فى هذه المواضع . نضرب مثلاً بواحد منها .
فقد جاء فى سورة البقرة :[ فمن تبع هداى ] (25) .
وجاء فى سورة طه :[ فمن اتبع هداى ] (26) .
الفعل " تبع " مخفف فى البقرة ومشدد فى طه . يقول جماعة إن تشديد الاتباع لسبق التصريح بمعصية آدم . وقد سبقه أيضاً الا تباع مشدداً فى نفس السورة فى قوله تعالى :[ يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له ] (27) .
وفى توجيه التشديد وعدمه آراء أُخر لعل هذا أقواها .
وتوجيه آخر أراه حرياً بالقبول ، هو أن القرآن فى مكة كان يتجه كثيراً نحو القوة والعنف لغلظة القوم وتماديهم فى الضلال . بخلاف المدنى الذى يميل إلى الهدوء والشرح والتفصيل .
هذه آخر مرحلة يتحدث عنها العهد المكى ـ مرحلة الهبوط من الجنة والاستقرار فى الأرض ـ وقد اشترك العهد المدنى معه فى بيان هذه المراحل مع الفروق التى لحظناها بين النصوص جميعاً .
لكن بقى هناك شئ هام . وهام جداً لم ترد إليه إشارة واحدة فى العهد المكى ، وإنما استأثر به العهد المدنى . شئ هام تكاد حكاية القصة فى المدينة تختلف به عن حكايتها فى مكة اختلافاً أساسياً . أن العهد المدنى قد أضاف جديداً إلى هذه القصة .. فما هو ذلك الجديد ؟
****

 

 







التوقيع


لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين