يا جماعة الخير ..

وسائل التحليل الرياضي .. ليست ظواهر كونية .. قام العلماء باستنتاجها من الطبيعة ..

وإنما هي أساليب تم التعارف عليها لتيسير دراسة التغير المتصل وغير المتصل للكميات الفيزيائية ..

فهي مجرد وسيلة .. وليست هدف في حد ذاتها ...

لذلك توضع هذه التعاريف بما لا يتعارض مع الهدف الأساسي الذي وضعت من أجله .. هذه واحدة ..

وأما الثانية .. فيراعى عدم تضارب النتائج المترتبة على هذه التعاريف مستقبلاً ...

وأستدل على ذلك ... بتعريف مضروب العدد الصحيح ..

فمن المعروف أن x! هو عدد صحيح موجب تحت شروط معينة

وهي أن يكون x عدد صحيح موجب حيث نجد أن x!>=x لجميع قيم x الصحيحة الموجبة ... ثم نجد فجأة تعريف 0! الذي يخالف كل خصائص عملية الضرب ..

فهل من المعقول أن تتناول عملية ضرب من قريب أو بعيد العدد الحقيقي 0 وينشأ عنها ناتج خلاف الصفر .. أليس هذا مدعاة للعجب !!!

مثال آخر .. حيث تم تعريف التباديل والتوافيق كما تعلمون .. على العوامل الصحيحة الموجبة ... ثم نكتشف أن نفس الخواص تستخدم على العوامل الصحيحة السالبة .. والكسرية ... راجع مفكوك ذات الحدين للأسس السالبة .. والأسس الكسرية ...

إذن فالنصوص الرياضية ليست نصوص مقدسة .. وإنما تستمد قداستها من خدمتها للظواهر الطبيعية ولفائدتها في حياتنا ... فكلما .. تعارضت الصياغة النظرية لحقيقة ما مع الواقع العملي .. قمنا بتعديل النص النظري لعموم الفائدة ..

وأذكركم بأن الرياضيين كانوا قبل قرنين تقريبًا من الزمان .. يخجلون من كتابة كميات سالبة تحت الجذر التربيعي ...!!!

والآن .. تقوم كل تكنولوجيا الاتصالات على خصائص النموذج الرياضي المسمى بحقل الأعداد المركبة .. الذي يعتمد بدوره في تكوينه على الوحدة التخيلية ت ، i ...!!!

وأستعير هنا .. المقولة المشهورة لعميد الأدب العربي .. الدكتور طه حسين حيث يقول .. لغتنا العربية يسر لا عسر .. ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها .. ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه من ألفاظ وعبارات جديدة ...

وكذلك الرياضيات .. هي .. ملك للرياضيين .. ولهم الحق أن يعدلوا ويضيفوا إليها ما يحتاجون إليه من مفاهيم واصطلاحات .. تيسر لهم دراستهم للنماذج الرياضية التي من خلالها نتمكن من دراسة واستيعاب الكون من حولنا ..

برجاء المراجعة ...

... والموضوع موصول ..