العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز |
المنتدى متاح للتصفح فقط ولا يقبل المشاركات الجديدة | ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله | المنتدى متاح للتصفح فقط ولا يقبل المشاركات الجديدة |
آخر 10 مشاركات |
|
قوانين المنتديات | كيفية تحميل الملفات | سلسلة كيف | مدرج الرموز | تفعيل العضوية | استرجاع كلمة المرور | ابحث في المنتدى من جوجل |
|
|
11-11-2009, 05:27 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
من مواضيعه : 0 اتمنى من الجميع اتواجد هنا الأهميه 0 طلب حل سؤال بسيط
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
طلب حل سؤال بسيط
الدور التاريخي للعلماء المسلمين في دراسة الجذور والعمليات ؟؟؟
|
|||
11-11-2009, 06:19 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
من مواضيعه : 0 إرشيف قسم برمجيات الرياضيات 0 مسائل ذات أفكار غريبة (1) 0 مسائل خفيفة ذات نتائج عظيمة 0 مسابقة صيف 2009 - المجموعة (2) 0 المسابقة الرياضية(2) - القوانين
شكراً: 1,441
تم شكره 752 مرة في 288 مشاركة
|
برع العرب في التعامل مع المسائل الرياضية، حتى غدت لدى طائفة كبيرة منهم كوسيلة إمتاع واختبار للقدرة الذهنية والذكاء، فيما توسعت أبحاثهم لتشمل العديد من المواضيع، كان من بينها المتواليات الهندسية والعددية وقوانين الجمع بينها. الأفق العلمي الذي ترك فيه العرب بصماتهم في علم الرياضيات، لم ينحصر في إطار الجغرافية المجاورة، إنما توسعوا إلى الحد الذي انفتحوا على ثقافات وحضارات لهاباعها ومركزها المميز في النشاط العلمي. وعليه فأن المعرفة الرياضية تراوحت ما بين الترجمة المباشرة أو المعلومات المنقولة عن طريق الحافظة، والتي يحملها المهاجرون بين الأقاليم الإسلامية الواسعة الأرجاء هذا بالإضافة إلى حالة التداخل ما بين الأفكار العلمية الدقيقة والتي تقوم على الاستنتاج والاستنباط، والأفكار القديمة التي تشكو من الترّهل وانعدام القيمة. وكان هذا الأمر يبرز وبشكل ملحوظ عندما يتدخل أدعياء المعرفة في مجال لا يعرفون منه سوى القليل من المعلومات فيه، مما يؤدي إلى تداخل ما بين حالة التطوّر التي تفرضها عمليات الاستنتاج والنقلة التقليديين الذين يضعون تصوراتهم وفقاً للمعلومات الموروثة، . بقي التأثير الهندي في علم الرياضيات العربي واضحاً، لاسيما وأن الأساس الذي قامت عليه الفرضيات التي قدمها البيروني ت 400 هـ قد استمدت أصولها من هذا المرجع، لكن علوم المثلثات كانت تقوم على الأصول اليونانية. وهناك عامل آخر كان قد تبدى على شكل وسيط في انتقال المعرفة إلى العرب، والذي تمثل في المؤثرات الفارسية الواصلة ما بين الثقافتين الهندية والعربية. لعبت حركة الترجمة من اليونانية دوراً فاعلاً في رسم صورة مختلفة عن الواقع، إذ كان الكم الأكبر من الكتب الرياضية، قد تم ترجمتها عن اليونانية، مما أسبغ على الرياضيات طابعاً يونانياً، وقد ساهم توجّه المشتغلين في هذا المجال للتوسع في نشر واستنساخ الأصول اليونانية لكتب الرياضيات، في تعميق التأثير اليوناني. فعلى سبيل المثال أجتهد قسطا بن لوقا ت 300هـ في وضع كتاب المتوسطات بين الهندسة والهيئة، ليأتي من بعده نصير الدين الطوسي خلال القرن السابع الهجري ليعيد ذات الكتاب . وكانت أسماء علماء اليونان في مجال الرياضيات الأكثر شهرة وحظوة، بحكم عامل الترجمة لأعمالهم إلى العربية، حيث عرف إقليدس، أبو لونيوس، البرغامي، ثيودووسوس الطرابلسي، نيقوماخوس الجرشي، مينيلاوس، وأرخميدس. ويبقى الأخير صاحب الشهرة الأوسع في الوسط الرياضي العربي، حيث نسبت إليه العديد من المؤلفات في هذا المجال. لكن الصعوبة الرئيسة كانت تكمن في توّزع المعلومات والفرضيات على أكثر من كتاب مترجم، مما يخلّ بمصداقية هذه المصادر. لكن الإضافات التي درج عليها العلماء العرب كان لها الأثر البالغ في بروز هذه الظاهرة تتجلى بوضوح الجهود التي بذلها العالم الخوارزمي ت 232هـ في مجال الترقيم، حيث تعود إليه البواكير الأولى في تنظيم قواعد الأرقام، وإرسائها وفقاً للأسس العلمية، حيث عني بالأرقام ومنازلها في كتابه"الجمع والتفريق بحساب الهند" هذا بالإضافة إلى الجهود التي بذلها في مجال علم الجبر والذي يستند إلى الأصول اليونانية والهندية والبابلية، حيث وضع كتاب "المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، عامداً إلى اختصار العمليات الرياضية في ست معادلات رئيسة. فيما تقوم فروضه إلى تحويل الحدود السالبة إلى موجبة عن طريق نقلها إلى الجانب الآخر من المعادلة، والعمل على اختزال المتشابهات من المعادلة. أجتهد العالم العربي المسلم في تنظيم وتعديل الفرضيات التي قدمها العلماء السابقون، حيث عملوا على التوصل إلى الحلول الضائعة. وكان من بينهم أبو كامل شجاع بن أسلم " القرن الرابع الهجري" الذي تمكن من إنهاء العمل الذي قدم له ديوفانتوس في مجال المعادلات ذات المجهولات الخمسة. فيما تمكن الماهاني ت 261هـ من التوصل إلى فرضية أرخميدس في موضوع الكرة والأسطوانة، ليأتي من بعده أبو جعفر الخازن ت 361هـ واضعاً اللمسات النهائية عليها. أما أبو بكر الكرجي ت 430هـ فقد عمل على دراسة وتطوير فرضيات ديوفانتوس، وصنّف العديد من الكتب مثل؛ كتاب الفخري في الجبر والمقابلة، والكافي في الحساب، والربع في الحساب وكان عمر الخيام ت 517هـ قد وضع كتاب مقالة في الجبر والمقابلة، والذي أثبت من خلاله إيجاد المقدار لحدين مرفوعين لأس أكثر من اثنين، كما عمل على حل المعادلات التكعيبية من الدرجة الثالثة . تعددت حقول الاهتمامات المعرفية الرياضية لدى العلماء العرب، حيث أبدوا عناية بارزة في الاشتغال على المربعات السحرية التي عمل عليها طلاب المدرسة الفيثاغورية، حيث تقوم هذه المربعات على بقاء المجموع ثابتاً بالنسبة للأرقام المحيطة بالمربع، هذا مع الاختلاف في طريقة الجمع أن كان عمودياً أو أفقياً أو وترياً. وكان أخوان الصفا قد اشتغلوا على أربعة أصناف منها، فيما عمل البوني ت622هـ واضع كتاب الغايات في أسرار الرياضيات، على مضاعفة المربعات استناداً إلى الاعتماد على التوالي في الأرقام. أما بالنسبة للأعداد المتحابة، فأن أبحاثهم قادتهم إلى أن المقصد في هذا يعود إلى تساوي مجموع عوامــل العددين، وكان أبرز من أهتم بدراسة هذا الموضوع، إخوان الصفا وثابت بن قرةت289هـ الذي توصل إلى إيجاد قاعدة ثابتة لهذا الموضوع. أما الخجندي ت391هـ فقد توصل إلى إثبات أن حاصل جمع عددين مكعبين لا ينتج عنه عدداً مكعباً. توصل العلماء العرب إلى إيجاد الكثير من الحلول للمسائل الرياضية المعقدة، وتمكنوا من حل معادلات الدرجة الثانية بالطرق الهندسية، بل أنهم تعرضوا للعديد من المسائل المختلفة التركيب واضعين لها الحلول عن طريق الجبر والهندسة، فيما قسموا الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية، مستخدمين في ذلك منحني نيكوميدس بكل براعة وفهم. هذا بالإضافة إلى استخدام الرموز بشكل دقيق وواضح لاسيما الأفكار التي وضعها أبوالحسن القلصادي بالنسبة للجذر والمجهول والمال والمكعب المجهول والمساواة والنسبة. والواقع أن استخدام الرموز كان له الأثر الفاعل في وضع الحلول لمعادلات الدرجة الثالثة عن طريق قطوع المخروط، كان لهذا العمل أثره الهائل في تقدم العلوم الرياضية، وكان ثابت بن قرة من الرواد في هذا المجال، حتى أنه سبق أعظم علماء أوربا في العصور الحديثة. ولم يتوقف العلم العربي عند هذا الحد، بل أجتهد في وضع الحلول المبتكرة والرائدة لمعادلات الدرجة الرابعة. الحالة الأكثر بروزاً كانت قد تجلت في التوفيق الحاذق والدقيق بين علوم الجبر والهندسة، حتى أنهم كانوا السباقين إلى وضع الأسس التي قامت عليها قواعد الهندسة التحليلية، والتي كان لها الأثر في فسح المجال أمام علم التفاضل والتكامل. وعلى الرغم من جهود علماء اليونان في وضع الحلول للمقدار ذي الحدين، لاسيما إقليدس، إلا أن عمر الخيام كان قد برع في أيجاد المقدار الجبري ذي الحدين والمرفوع إلى قوة أسها أكثر من أثنين. وكانت الجهود قد انصبت على إيجاد مجموع مربعات الأعداد الطبيعية، مع الدراسة العميقة للجذور الصماء، فيما تمكنوا من الوصول إلى القيم التقريبية للأعداد التي لا يمكن التوصل إلى جذرها، وكانت الوسيلة في ذلك المعرفة الواسعة في علوم الجبر. يشير الباحث قدري حافظ طوقان إلى الجهود المميزة التي بذلها ابن حمزة المغربي في تسهيل العمليات الرياضية التي مهدت لظهور اللوغاريتم، هذا علي الرغم من ادعاء مؤرخي العلوم في الغرب، بان هذا الاكتشاف يعود للعالم الرياضي "نابيير"، على اعتبار أنه عمل على تسهيل عمليات الضرب التي تحتوي على رفع في الجيوب، والفكرة تقوم على تحويل العمليات المعقدة إلى عمليات جمع في حساب المثلثات، والواقع أن ابن حمزة كان قد أجتهد في مجال دراسة المتواليات العددية والهندسية، ويعود له الفضل في التهميد لا كتشاف اللوغاريتم. كان أبناء موسى بن شاكر قد برعوا في مجال الهندسة، حيث وضعوا كتاب معرفة مساحة الأشكال الذي ذاع صيته في القرن الثالث الهجري. وقد أسسوا فيه لوضع البرهان الخاص بقياس الدائرة، التي تميزت بسمات خاصة ومتفردة عن نظرية أرخميدس. واهتموا بقياس مساحة المثلث عن طريق حساب أضلاعه، واجتهدوا بقياس حجم المخروط والكرة وحساب الوسيط بين مقدارين معلومين. وكان لهم فضل التعريف بتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام. بالإضافة إلى استخراج الجذور التكعيبية بوجود عدد تقريبي. وقد حرص أبناء موسى على التعاون مع العلماء العرب من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، حيث تجلى ذلك في تمكن ثابت بن قرة في دراسة الحجوم المكعبة والأشكال المربعة، والمخروطية وشبه الكروية، حتى أنه بدأ في وضع بعض القوانين الممهدة لحساب التكامل، بل أن قوانينه التي وضعها كانت أكثر شمولاً وتيسيراً من القوانين التي وضعها أرخميدس. وكان لهذه الدراسات أثرها في العديد من العلماء العرب، من أبرزهم أبراهيم بن سنان ت335هـ والكوهي ت378هـ الذي برز إبان الدولة البويهية وواضع تصانيف "تثليث الزاوية وأحداث النقط على الخطوط وكتاب مراكز الدوائر. من بين المشتغلين على كتاب الكرة والأسطوانة لأرخميدس، يبرز الحسن بن الهيثم ت430هـ، حيث أهتم بدراسة الدائرة وقياس الأضلاع المنتظمة التي يمكن أن ترسم فيها، والخروج بنتيجة مفادها أن المضلع ذو الأضلاع الأكثر، يكون أكبر مساحة من المضلع المرسوم في نفس محيط الدائرة ذي الأضلاع الأقل. فيما أجتهد العديد من العلماء العرب في دراسة نظرية إقليدس حول المستقيمات والزوايا، ومن أبرزهم الجوهري ت. 214هـ ونصير الدين الطوسي ت672هـ والسمر قندي (26) ت674هـ. لا يمكن إغفال أهمية الدور الذي لعبه اليونان، في إرساء دعائم علم الهندسة، والإضافات البارزة التي قدموها في هذا المجال. وكان إقليدس الاسم الأكثر حضوراً في علوم الهندسية، انطلاقاً من الأقسام الرئيسة التي وضعها والتي لم تتجاوز الخمسة. وكان العرب قد تعاملوا مع هذه الأقسام بكل فطنة وبراعة، حتى أنهم وضعوا لمساتهم الخاصة على المسائل التي وضعها إقليدس في كتابه الموسوم "الكتاب" فيما أطلق عليه العلماء العرب "الأصول" أو "الأركان". وكانت الترجمة الأولي لهذا الكتاب قد وضعت إبان حكم "أبوجعفر المنصور" وبأكثر من ترجمه على يد أبرز العلماء العرب المسلمين من أمثال حنين بن أسحق وثابت بن قرة ويوسف بن الحجاج. فيما كانت المواضيع التي تناولها، قد تراوحت ما بين السطوح والأقدار المتناسبة وبين السطوح والعدد والمنطقات والجذور والمجسمات وكان الأبرز من المشتغلين على هذا الكتاب واختصار مقولاته وأفكاره، ابن سينا وابن الصلت، فيما عمد ابن الهيثم إلى تأليف كتاب في الهندسة على منواله. أما محمد البغدادي فقد وضع فرضياته في المثلث والمربع والمخمس، انطلاقاً من روح الكتاب. ولم يكتف العالم العربي بأفكار إقليدس، بل استند إلى أفكار أبولونيوس في مجال استخدام المنطق وتطبيقه على الهندسة من أجل وضع البراهين على النظريات الهندسية، وتمكنوا في ذلك من بلوغ دراسة أشكال المخروط المكافئ والزائد والناقص. أما على صعيد المؤلفات، فإن العلماء العرب قدموا للمكتبة الهندسية العالمية، الكثير من النتاج العلمي الثر والذي شمل موضوعات المساحة والحجم والتحليل والتقدير العددي والتركيب وتقسيم الزاوية والمضلعات. ومن نافل القول تجب الإشارة إلى أن الأوربيين المحدثين لم يعرفوا إقليدس وأبو ولونيوس، بل وعلم الهندسة برمته، إلا عن طريق الترجمات العربية للتراث العلمي اليوناني. كان للهنود معرفة واسعة في مجال علم المثلثات، لذا أتجه العرب نحو النهل من الأساسيات التي قدمها الهنود، لكنهم ارتقوا به من مجرد فرضيات بدائية، إلى نظريات شاملة لها من التأثير الكبير في مجال الهندسة والصناعة، حتى غدا المهتمون بتاريخ العلوم، يطلقون على علم المثلثات بالعلم العربي على اعتبار الجهد البارز الذي قدمه العلماء العرب في مجال الفصل بين علم المثلثات والفلك، لاسيما على يد نصير الدين الطوسي، وكان الاهتمام الأكثر بروزاً قد ظهر في مجال العناية بالنسب بين أضلاع المثلث. واستندت أبحاثهم إلى روح النقد العلمي الصارم، حيث درسوا نظريات اليونان في مجال قياس جيب الزاوية، وأثبتوا خطأها من خلال تقديم البراهين الدقيقة، فيما عملوا على قياس مساحة المثلثات الكروية والمستوية، والعمل على استخدام المماسات والقواطع في قياس الزاوية. من إعلام المشتغلين في العلوم الرياضية، يبرز أبناء موسى بن شاكر أو ما يطلق عليهم " بنو موسى"، الذين عاشوا في كنف الرعاية الخاصة من قبل المأمون ت 218هـ، الذي عهد بهم إلى أحد خاصته المقربين وهو أسحق المصعبي، وهذا بدوره جعلهم تحت إشراف يحيى بن أبي منصور لدراسة العلم في بيت الحكمة. وكان الأبناء الثلاثة "محمد، أحمد، الحسن" قد نهلوا من المصادر العلمية التي تزخر بها مكتبات بغداد، والاتصال المباشر بأبرز العلماء، حتى قيض لهم أن يصلوا إلى مكانة متميزة في مجال المعرفة، حتى كان لهم الباع الأهم في مجال دراسة الهندسة والفلك والميكانيك، فيما تمكن " الحسن" من وضع الشروح الضافية على مقالات إقليدس. وتتجلى المتابعة والأشراف المباشر من قبل المأمون، في مناقشاته المستمرة والمتصلة لأبناء موسى، وحثه إياهم لدراسة الأصول، والتركيز على المصادر المهمة، التي تعينهم على بناء شخصيتهم العلمية. ما يميز أبناء موسى في مجال البحث العلمي، إغداقهم السخي للحصول على الكتب والمصادر والأصلية، حتى أنهم دفعوا مبالغ طائلة لترجمة كتب الأصول، وحرصوا على الاتصال بأبرز الأسماء العلمية من أمثال حنين بن أسحق وثابت بن قرة، وفي هذا يتضح أن أبناء موسى استثمروا عاملين توفرا لهم هما : المال والنفوذ السياسي، ليكونا في خدمة العلم وتطوير الأبحاث. لكن المنافسة وحب الذات لم يكن بعيداً عنهم، فعلى الرغم من انشغالهم في البحث والتقصي عن المعرفة، إلاّ أنهم تورطوا في لعبة الدسائس وحوك المؤامرات، وكان من بين ضحاياهم الفيلسوف الأشهر " الكندي" ت 260هـ الذي تعرض للاتهام والإقصاء في بلاط المتوكل ت 247هـ ولم يتوقف أبناء موسى عند هذا الحد، بل انغمسوا في تقريب هذا الطرف على حساب الآخر، إذ عملوا على تقديم الفرغاني لوضع المخططات الخاصة بالقناة التي تجلب المياه إلى مدينة الجعفرية القريبة من سامراء، على حساب الإقصاء المتعّمد لسند بن على الذي بزغ نجمة وبدأت الأضواء تُسلّط عليه. والواقع أن هذا العمل كاد أن يودي بمكانة أبناء موسى ويعرضهم للأضطهاد، لولا مقتل المتوكل . لقد مثل أبناء موسى فريق عمل موّحد، حيث عملوا في موضوع الميزان الذي يهتم بدراسة الأشكال المستوية والكروية وتقسيم الزاوية إلى ثلاثة أجزاء، ووضع الدراسات حول مخروط أبو لونيوس، أما على الصعيد الشخصي فقد عمل محمد على موضوعات الفلك، وأهتم الحسن بدراسة الهندسية، فيما أنشغل أحمد بدراسة الميكانيكا. والواقع أن الأخوة الثلاثة كان لهم الفضل الأبرز في تقديم أفكار أرخميدس حول مساحة الدائرة والكرة والأسطوانة إلى أوربا . يعتبر الكندي المولود في الكوفة عام 185هـ، من الأسماء العلمية التي تحظى بالاحترام والتقدير، نتيجة للجهود العلمية الموضوعية وفي مجالات مختلفة، وكان الرجل قد دأب على تحصيل علومه في الحواضر الإسلامية الكبرى مثل مدينته التي ولد فيها والبصرة وبغداد وقد تهيأت له فرصة التقرب من السلطة السياسية العليا، فحظي بالرعاية والتكريم من لدنها، لاسيما المأمون الذي بوأه أرفع المناصب العلمية، والمعتصم الذي عهد إليه بتأديب ولده. ولم تقتصر براعة الكندي على الدراسات والأبحاث، بل عرف عنه قدرته الكبيرة وعلمه الواسع في مجال المعرفة باللغة الإغريقية، حيث عمل في مجال الترجمة إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى الجهود البارزة التي بذلها في تنقيح التراجم، حيث عني بتنقيح ترجمة كتاب أوثولوجيا لأرسطو طاليس، حتى عدّ من الأربعة الأشهر في الترجمة وهم؛ حنين بن أسحق وثابت بن قرة وعمر بن فرخان الطبري، بالإضافة إلى الكندي. وعلى الرغم من سعيه الدؤوب في الترجمة، إلاّ أن آثاره فقدت، مما جعل البعض من الباحثين الأوربيين يشيرون إلى أنه أعتمد على ترجمة النصوص السريانية، التي مثلت دور الوسيط ما بين العلم اليوناني والعلم العربي. لقد وردت العديد من الإشارات إلى الجهود الهائلة التي بذلها الكندي في مجال التأليف، حتى كتب عنه بأنه قد خلّف مائتين وواحد وثمانين كتاباً في مختلف العلوم الطبية والفلسفية والرياضيات والبصريات والفلك والأخلاق والسياسة والموسيقى. ويشير المشتغلون في إحصاء العلوم إلى أنه وضع حوالي اثني عشر كتاباً في مجال الحساب، وثلاثة وعشرين رسالة في علوم الهندسة. ويؤكد الباحثون إلى أن الكندي قد عاش مرحلة التماس المباشر مع العلوم اليونانية والسريانية، وبهذا فأنه وزملاءه يعود لهم الفضل في وضع الأساس للمنهج العلمي والمصطلحات التي تم تداولها لاحقاً في حقول العلوم. ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الكندي كان له قصب السبق في دخول العنصر العربي لمجال علوم الأوائل، التي كانت منغلقة على فئة من المشتغلين الفرس والسريان والصابئة. تعود الأسباب المتعلقة بإغفال أهمية الكندي في مجال الرياضيات، فقدان أغلب آثارها العلمية، وظهور بعض الأجزاء الصغيرة في هذا المصّنف أو ذاك لكن عنايته بوضع التعاريف والمصطلحات، كانت بارزة وواضحة بدليل أنه كان المشتغلين الأوائل في الترجمة، وعليه فأنه اجتهد في وضع المصطلحات المتداولة في المجال الرياضي، مثل الجذر والضرب والقسمة والاتصال والانفصال وكانت له العديد من المساهمات الدقيقة في استخدام المصطلح العلمــي، لاسيما عنايته البارزة في موضوع الأبعــاد الثلاثــة المتعلقة بالطول والعرض والعمق. ويؤكد بعض الباحثين إلى أن كلمة رياضيات التي تصف العلم المهتم بالهندسة والحساب والجبر والمثلثات، إنما تعود إلى بنات أفكار الكندي، على اعتبار التقسيمات التي وضعها حول الحكمة النظرية التي تعني بدراسة " الربوبية، الرياضيات، الطبيعيات"، حيث أن بحثه على المحسوسات جعله يركزها في العلم الطبيعي، أما ما ينفرد بذاته ويتصل بالمحسوس فيتعلق بالعلم الرياضي، وبالنسبة للعلم الربوبي فأنه لا يتصل بالمحسوس. وقد أشار الكندي من خلال بحوثه الفلسفية، إلى بلوغ الدرس الفلسفي لا يمكن الانخراط في شؤونه وتفصيلاته، إلاّ عن طريق الرياضيات . يسطع نجم العالم الرياضي الحسن بن الهيثم المولود في البصرة عام 354هـ، وكان بالإضافة إلى عنايته بالعلوم الرياضية قد برع في مجال الفلك والبصريات، وقد استطاع أن يضع حوالي ثلاث عشرة رسالة علمية في الرياضيات، مثل مساحة الجسم المتكافئ ومقدمة ضلع المسبع وتربيع الدائرة وأصول المساحة. ولعل السمة البارزة في المنهج الذي اخطته ابن الهيثم يتجلى في التركيز على الحق والعدل ورفض إتباع الهوى، فكان هذا طريقه لاستنباط الكثير من البراهين العقلية والمنطقية لاسيما في الهندسة والأرقام والمعادلات، وقد عمل بجهد واضح وسخي على الهندسة المستوية والفراغية، وكانت له اليد الطولي في تطور الهندسة التحليلية، وتمكن من وضع القوانين لقياس مساحة الكرة والهرم والاسطوانة المائلة والدائرة. كان للسمعة العالية التي حصل عليها، قد جعلت من الخليفة الفاطمي الحاكم ت 412هـ، أن يًوجه إليه الدعوة للإقامة في بلاطه والاستفادة من علمه، لاسيما لضبط فيضان نهر النيل. لكنه عندما قام بدراسة موقع المكان، وجد أنه من العسير الوصول إلى حل عمليّ، مما جعله يتقدم باعتذاره إلى الخليفة الذي قبله منه . لكن الأجواء المشحونة التي كانت تملأ البلاط الفاطمي، حفزت ابن الهيثم لإدعاء الجنون كي يتمكن للتحرر من القيود المفروضة عليه، ليتجه إلى تعليم الرياضيات في الجامع الأزهر ونسخ الكتب الرياضية الخاصة بمؤلفات إقليدس وبطليموس حتى وفاته بالقاهرة 432هـ ، تعود العلاقة الأولى لانتشار أسم ثابت بن قرة الحراني ت 289 هـ إلى اتصاله بمحمد بن موسى بن شاكر، الذي تعرف عليه في مدينة حران خلال عودته إلى بغداد، ونتيجة لنشأة ثابت في وسطه الديني الخاص "الصابئي" فقد كانت الفرصة أمامه لتعلم اللغة السريانية واليونانية، والتي أفادته في عمله، وساهمت في إطلاعه على أهم المخطوطات العلمية. وهكذا قيض له أن يتقرب من البلاط العباسي حتى صار من ندماء الخليفة المعتضد ت 289هـ والمقربين إليه، حتى أن خطوته شملت أبناء طائفته الذين تمتعوا بالكثير من الحرية والآمان. أهتم ثابت بالعلوم الدينية، حيث كتب رسالة باللغة السريانية عن ديانة الصابئة ، والموسيقى بالإضافة إلى اشتغاله بالفلسفة الفلك، لكن العمل الأبرز كان قد تركز في ترجمة كتب أرخميدس الكرة والاسطوانة وحساب مساحة الدائرة وكتاب أبو لونيوس المخروطات،بالإضافة إلى العديد من الرسائل العلمية التي وضعها بطليموس. ولم يتوقف عن مهمة الترجمة بل أجتهد في وضع الشروح على كتب أرسطو وأقليدس وجالينوس وأبقراط. وكانت عائلته قد اكتسبت شهرة واسعة ومكانة أثيرة في العلم العربي، حيث برز أبنه سنان ت 332هـ الذي عمل طبيباً خاصاً في البلاط العباسي وإبراهيم أبن سنان ت 335هـ الذي الذي برع في علوم الرياضيات وثابت بن سنان ت366هـ الذي عمل في الطب. عرف عن ثابت عنايته البالغة بالعلوم الهندسية، حتى أن جهوده التي بذلها في مجال إدخال الجبر على الهندسة، قد ساهمت في ترسيم أبعاد الهندسة التحليلية. بالإضافة إلى تمهيده لحساب التفاضل والتكامل، بل أن جهوده في دراسة الرياضيات أثمرت عن أثنين وعشرين كتاباً، وعمل على تقسيم الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية، وتمكن من إيجاد حجم الجسم المتولد من دوران القطع المكافئ حول محوره وأسهم في دراسة المربعات السحرية والأعداد التامة والناقصة والزائدة. ترقى أهمية الخوارزمي ت 232هـ إلى تأليفه لكتاب" الجبر والمقابلة الذي وضعه بناء على توجيهات الخليفة المأمون، ولا يخفى لما للجبر من أهمية عملية في وضع الحلول للعديد من المشاكل المتعلقة بالإرث والوصية وتنظيم المعاملات التجارية. وكان لإقامة الخوارزمي في بيت الحكمة إطلاعه على عيون الكتب،بالإضافة إلى الرعاية الخاصة التي نالها من قبل المأمون أثرها في بروز هذا العلم العربي الخاص. وقد حرص بشكل مباشر إلى معالجة العديد من القضايا عن طريق إبراز دور الرياضيات وجعلها في خدمة المجتمع، وهكذا يتبدى دور العالم العربي المسلم ومنهجيته، والفوائد المباشرة للعلم، فعلم الجبر لم يقف عند موضوع المعاملات، بل تخطاه إلى جوانب أخرى مثل إصلاح الأراضي و الري وفنون الهندسة. وتبقى القيمة الأهم في استناد العلماء اللاحقين على النظريات التي وضعها الخوارزمي، بالنسبة للعلماء العرب أو العلماء الأوربيين المحدثين . بدليل أن إطلاق تسمية الجبر التي وضعها، قد أقتبسها الأوربيون عنه وبشــكل مباشر، من خلال ترجمة النص العربي إلى اللاتينية. كان السعي الذي بذله الخوارزمي في مجال تنظيم الأرقام واضحاً، إلى الحد الذي انتشرت طريقته في مختلف أقاليم الدولة الإسلامية، وعن طريق الأندلس أقتبس الأوربيون هذه الأرقام، التي تدعى الغبارية والتي ينتشر استعمالها في أقطار المغرب العربي. وكان كتابه في الحساب والذي ترجم إلى اللاتينية بعنوان" الفورتمي"، قد برز تأثيره في أوربا، لاسيما في المعاملات التجارية وتنظيمها، بالإضافة إلى الاستخدام الواسع من قبل المتخصصين في العلوم الرياضية. ويتبدى النشاط العلمي الذي بذله في المؤلفات الرياضية التسعة، التي شملت مواضيع الزيج والجمع والتفريق، بالإضافة إلى بعض المؤلفات الفلكية. من الأسماء العلمية البارزة، كان أبوكامل شجاع بن أسلم المصري ت318هـ، الذي تمكن من وضع العديد من المؤلفات الرياضية، وكان له تلاميذ بارزون في هذا المجال. ويبرز واضحاً تأثره بمؤلفات الخوارزمي لاسيما في مجال علوم الجبر، حيث ركز جهده عليها حتى تحصل على لقب أستاذ علم الجبر. ولم يخرج عن أسلوب الخوارزمي في حل المسائل المعقدة، بل تمكن من تطبيق فرضياته بشكل حاذق ودقيق. وهذا مكنه من الوصول إلى إيجاد الجذرين الحقيقيين للمعادلة الجبرية ذات الدرجة الثانية، مع جهده الواسع الذي بذله في مجال جمع وطرح الأعداد الصماء. ويعد أبوكامل شجاع نموذجاً للعالم العربي المسلم الصميم، من حيث تواضعه العلمي وإرجاع الفضل إلى أهله، فعلي الرغم من التطوير الذي وضعه على فرضيات الخوارزمي، إلا أنه بقي يشير وبكل صراحة إلى أسبقية الخوارزمي وأهميته المطلقة في علم الجبر ويتبدى جهده العلمي الثر في وضعه لأثني عشر مؤلفاً في الرياضيات تناولت العديد من الموضوعات كالمساحة والهندسة والجبر والجمع والتعريف وطرائف في الحساب، فيما برزت محاولاته الخاصة في الأشكال الهندسية، وشرح المعادلة التي درجتها أعلى من الدرجة الثانية، والعناية بربط علم الجبر بالفرائض الإسلامية. الميزة الأهم في العلم العربي، كانت قد ارتكزت إلى الارتباط والوثيق بين العلم والدين، على اعتبار أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهكذا كان سعي العالم العربي إلى استيعاب وأدراك خلق الله من أجل الوصول إلى الفكرة التي تؤكد على أن عبادة الله من دون علم، كعبادة الأوثان. ومن هنا سما العالم العربي بالدنيوي المادي إلى المقدس الروحي، ليصبح الدين والعلم كل يتم الأخر ويتكامل معه وعلى اعتبار القيمة التي تفرضها علوم الرياضيات في تنظيم المعاملات والوصايا والتركات، التي تمثل جزءاً رئيساً من هيكلية العلاقات الإسلامية. وعلى هذا فانهم طوعوا المعارف التي اقتبسوها عن الأمم الأخرى، وجعلوا منها متوافقة مع حاجاتهم وغاياتهم التي فرضها الدين الإسلامي، كما أن هذا التطويع أسهم وبشكل واضح في ظهور النهضة العلمية في أوربا. كانت الرياضيات، شأنها شأن العلوم الأخرى في خدمة الدين، حيث يسعي المسلم إلى تطبيق فروض دينه بشكل دقيق، وعليه كانت الدقة هي الأساس الذي استند عليه العلماء العرب المسلمون، لارتباطها بالمقدسات، وكانت الرياضيات قد حملت سمات التفكير الإسلامي الذي يرتبط بالله الخالق الأعظم
|
|||
12-11-2009, 10:55 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
من مواضيعه : 0 طلب حل سؤال بسيط 0 اتمنى من الجميع اتواجد هنا الأهميه
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
شكرا اخوووووووووي
|
|||
|
|
|