السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


أعزائي من الزملاء والأعضاء ..

ما ينبغي .. لمثقف عربي .. فضلاً عن كونه محبًا للغة قومه عاشقًا لها .. أن تخلو مكتبته من هذا الدر النفيس (معجم لسان العرب) ... لابن منظور .. وهو:

جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي بن أحمد بن أبي القاسم بن حبقة بن منظور، يتصل نسبه برويفع بن ثابت الأنصاري، من صحابة رسول الله (ص).

وُلد ابن منظور في القاهرة، وقيل في طرابلس (لبنان)، سنة 630هـ / 1232م، وتوفّي سنة 711هـ / 1311م. وقد أجمع المترجمون له على أنه كان محدّثًا فقيهًا، عمل في ديوان الإنشاء بالقاهرة، ثم وَلِيَ القضاء في طرابلس، وعاد إلى مصر وبها توفّيَ.

كانت حياته حياة جد وعمل موصول، يدل على هذا أنه ترك كتبًا من تأليفه أو اختصاره بلغت خمسمائة مجلد، عدا ما نسخه بخطه الجميل من كتب الأقدمين، فقد كان - رحمه الله - مشاركًا في علوم كثيرة، فكان في الفقه في المكانة التي أهّلته لوِلاية القضاء، وكان في اللغة وعلومها بما يشهد له به هذا الكتاب الفرد الذي نحن بصدده (لسان العرب)، وكان في المعارف الكونية في أفضل ما كان عليه علماء عصره، فهو بحق مفخرة من المفاخر الخالدة في التراث العربي.

لقد حمل ابن منظور قلمه ستين عامًا خصبة، لم تفتر فيها عزيمته، فترك وراءه مكتبة نفيسة منها: (مختار الأغاني) اختصر فيه كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني، (مختصر تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي، (مختصر تاريخ دمشق) لابن عساكر، (مختصر مفردات ابن البيطار)، (مختصر العقد الفريد) لابن عبد ربه، (مختصر زهر الآداب) للحصري، (مختصر الحيوان) للجاحظ، (مختصر يتيمة الدهر) للثعالبي، (مختصر نشوار المحاضرة) للتنوخي .. وغير ذلك الكثير مما يغبط عليه هذا العلَم الشامخ، ويزيده شرفًا وقدرًا.

وقد استقى ابن منظور مادة معجمه من مصادر عدة، وهي: الصّحاح للجوهري، وحاشيته لابن برّي، وتهذيب اللغة للأزهري، والمحكم والمحيط الأعظم لابن سِيدَه، والنهاية لابن الأثير، بالإضافة إلى دواوين كثير من الشعراء.