يَغْبِنُ لا يَغْبُنُ
كثيرا ما نسمع بعضهم يقول: يَغْبُنُه في البيع – بضمّ الباء – وهذا خطأ. والصواب: يَغْبِنُه – بكسرها – لأنّ الفعل من باب ضَرَبَ يَضْرِبُ – فكما تقول: ضَرَبَ يَضْرِبُ تقول: غَبَنَ يَغْبِنُ – بمعنى خَدَعَه أو نَقَصَه كما في المعاجم اللغويّة، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح – ففي المختار: "غَبَنَه في البيع خَدعَهُ وبابه ضَرَبَ" انتهى. وفي المصباح المنير كذلك.
ويقال أيضا: غَبِنُ يَغْبَنُ من باب تَعِبَ. ومن ذلك قولهم: غَبِنَ رأيُه: قَلَّت فطنته وذكاؤه – كما في المصباح.
يَلْحَنُ لا يَلْحِنُ
كثيرا ما نسمع بعضهم يقول: يَلْحِنُ في كلامه – بكسر الحاء – وهذا خطأ، والصواب: يَلْحَنُ – بفتحها، لأنَّه من باب فَتَحَ يَفْتَحُ: فكما يقال: فَتَحَ يَفْتَحُ، يقال: لَحَنَ يَلْحَنُ – كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح.
ففي مختار الصحاح: " (اللحْنُ): الخطأ في الإعراب وبابه قَطَعَ.. وقد (لَحَنَ) في قراءته من باب قَطَعَ إذا طَرَّبَ بها وغَرَّد.. وقد (لَحِنَ) من باب طَرِبَ.. ولَحَنَ له قال له قَوْلاً يَفْهمَهُ عنه ويَخفى على غيره وبابه قَطَعَ و(لَحِنَه) هو عنه أي فهمه وبابه طَرِب". انتهى كلامه.
يُفْهم من ذلك أنّ مضارع (لَحَنَ) يكون بفتح عين الميزان في المضارع (أي يَلْحَنُ)، أما الماضي فيرد على وجهين: بالفتح وبالكسر هكذا: لَحَنَ، لَحِنَ.
ومن شواهد المضارع قول الشاعر:
منطِقٌ صائبٌ وتَلْحَنُ أَحْيانا وخَيْرُ الحديثِ ما كان لَحْنا
أي أنها تتكلّم وهي تريد شيئا آخر.
العِشْرة لا المَعْشَر
كثيرا ما نسمعهم يقولون في معرض حديثهم عن طيب مصاحبة شخصٍ ما فلان طيب المَعْشر: فلانٌ طَيِّب العِشْرَة؛ لأن كلمة (مَعْشَر) تعني الجماعة والأهل والصحب أمَّا (العِشْرَة) فيراد بها: المخالطة والمصاحبة، كما في المعاجم اللغوية، جاء في المصباح المنير: "المَعْشَرُ: الجماعة من الناس والجمع معاشر.. والعِشْرَة، بالكسر، اسم من المُعَاشرة والتعاشر، وهي المحافظة" انتهى كلامه.
أحَد مراكز لا إحدى مراكز
كثيرا ما نسمعهم يقولون: (بغداد كانت إحدى مراكز العلم والأدب زمناً طويلاً) والصواب أن يقال: (بغداد كانت أحَدَ مراكز العلم ...)، أي أن المطابقة يجب أن تتم بين (مركز) مفرد (مراكز) و(أحد) فكلاهما مفرد مذكَّر، لا بين (بغداد) والصفة العددية (إحدى)، فالمطابقة في الجنس أمرٌ مهم أي أن (أحَد) و(إحدى) بحسب ما تضافان إليه فالتذكير يكون في حال الإضافة إلى مذكَّر مثل: هو أحَدُ الإخوة، والتأنيث يكون في حال الإضافة إلى مؤنث مثل: هي إحدى الأخوات.
مِنْطقَة لا مَنْطِقَة
كثيرا ما نسمعهم يقولون: حدث كذا وكذا في المَنْطِقَةِ الفلانية أو في مَنْطِقَةِ كذا، بفتح الميم، وكسر الطاء، يريدون بها جانباً معينا من البلاد، وهذا خطأ، والصواب: المِنْطَقَة، ومِنْطَقَة بكسر الميم، وفتح الطاء، كما في المعاجم اللغوية وهو الذي يوافق الاستعمال اللغوي الصحيح، جاء في المعجم الوسيط: "(المِنْطَقَة): جزء محدود من الأرض، له خصائص مميّزة، وهو على الكرة الأرضية كالحزام، وذلك كالمِنْطَقَة الاستوائية، ومِنْطَقَة البحر الأبيض، جمع مَنَاطِق"، انتهى.