زاد الطين بِلَّة لا بَلَّة
كثيراً ما نسمعهم يقولون: زاد الطين بَلَّة ـ بفتح الباء ـ وهذا خطأ، والصواب في نطق هذا المثل المشهور: زاد الطين بِلَّة ـ بكسر الباء ـ كما في المعاجم اللغويَّة.
جاء في المعجم الوسيط: "بَلَّ الشيء بالماء ونحوه بَلاًّ، وبِلَّة، وبَلَلاً، وبَلاَلاً، نَدَّاه.
وفي المختار: "البِلَّة بالكسر النداوة" وهو الذي يتناسب مع الطين.
أمَّا (البَلَّة) بفتح الباء فهي البَلاَلَة، ونضارة الشباب، والغنى بعد الفقر، ويقال:
ريحٌ بَلَّة فيها بَلَلٌ، وطواه على بَلَّتِهِ: رضِيَهُ على ما فيه".
و(البُلَّة) بضمِّ الباء: الخير، والعافية، وسلاسة اللسان ووقوعه على مواضع الحروف.
يتبيَّن أنَّ صِحَّة الضبط: بِلَّة ـ بكسر الباء لا بَلَّة ـ بفتحها.
دِعامة لا دَعامة أو دُعامة
كثيراً ما نسمعهم يقولون: دَعامة البيت ـ بفتح الدال، أو دُعامة ـ بضمِّها، وهذا خطأ، والصواب أن يقال: دِعامة ـ بكسر الدال ـ كما جاء في المعاجم اللغويَّة كالمعجم الوسيط، ومختار الصحاح، والمصباح المنير، ومعناها: عِماد البيت الذي يقوم عليه. أو الخشب المنصوب للتعريش، أو ما يستند به الحائط إذا مال، يمنعه السقوط وتجمع على دعائم، ودِعَم، ودِعْمَة كما في المعاجم السابق ذكرها. ومن هذا المعنى قيل للسيِّد في قومه: هو دِعامة القوم ـ وهذه الكلمة تطلق الآن على أساس كلِّ شيء وعموده الذي يقوم عليه.
يتبيَّن أنَّ الصواب هو: دِعامة ـ بكسر الدال ـ لا دَعامة بفتحها أو دُعامة بضمِّها.
كَرَاهِيَة لا كَراهِيَّة
كثيرا ما نسمعهم يقولون: كَراهِيَّة ـ بفتح الياء مع التشديد كقولهم مثلا: من عادة فلان كَراهِيَّة كذا وكذا, وهذا خطأ. والصواب أن يقال: كَرَاهِيَة ـ بتخفيف الياء ـ هكذا نطقت العرب وقد أكدت ذلك المعاجم اللغوية, جاء في المصباح المنير: "كره الأمر والمنظر كراهة فهو كريه, مثل قَبُحَ قباحة فهو قبيح وزنا ومعنى وكراهِيَة بالتخفيف أيضا" ونجد الأمر نفسه في مختار الصحاح.
يتبين أن صواب النطق كَرَاهِيَة بتخفيف الياء لا كَراهِيَّة بتشديدها. غير أن بعضهم يَعُدُّ (كراهيّة) بتشديد الياء مصدرا صناعيا ومثل ذلك الانطباعيّة والانهزاميّة والإباحيّة .. إلخ, وبعضهم يتحفظ على قبول المصدر الصناعي بوصفه لم يَرِد على ألسنة العرب القدامى الذين يُحتجُّ بعربيّتهم.
شَرَّ قِتْلَة لا قَتْلَة
كثيرا ما نسمعهم يقولون: قَتَلَه شَرَّ قَتْلَة ـ بفتح القاف, وهذا غير صحيح, والصواب أن يقال: قَتَلَه شَرَّ قِتْلَة ـ بكسرها, لأن (قِتْلَة) اسم هيئة لا اسم مرة, واسم الهيئة يُصاغ دائما من الثلاثي على وزن (فِعْلَة) بكسر الفاء ـ يقال جلست جِلْسَة المؤدّب, ومشيت مِشْيَة الواثق وهكذا, كل ذلك على وزن (فِعْلَة) لأننا نريد الحالة أو الهيئة, كما في كتب الصرف.
ولو أردنا اسم المرة لفتحنا (الفاء) أي فاء الميزان وقلنا: مشيت مَشْيَة واحدة مثلا, وفق قواعد الصرف العربي.
يتبين أن صواب القول: شَرَّ قِتْلَة لا شَرَّ قَتْلَة.
فَقَار الظَّهْرِ لا فِقَار
- أ. د. عبد الله الدايل - 21/11/1428هـ
كثيراً ما نسمعهم يقولون: كُسِرَتْ فِقَار ظهره – بكسر الفاء – وهذا غير صحيح، والصواب: فَقَار – بفتح الفاء – جمع فَقَرَة – وتُجَمَعُ (فَقَرَة) على (فِقَر) أيضا، و(فَقَرَات) وذُو الفَقَار: اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم – كما في المعاجم اللغوية.
جاء في المعجم الوسيط: "(الفَقَارَة): واحدة من عظام السلسلة العظمية الظهرية الممتدة من الرأس إلى العُصعص، وعِدَّتها في الإنسان ثلاثٌ وثلاثون فَقَارَة: سَبْعٌ في العُنُق، واثنتا عشرة في الظهر بين الأضلاع، وخمس في البطن، وخمسٌ في العَجْز، وأربع في العُصْعُص. جمع فَقَار.
وقال أيضا: "(الفَقَرَة): الفَقَارَةُ. جمع فَقَرَات.
وفي المصباح المنير: "وفَقَارَة الظهر بالفتح: الخرزة، والجمع فَقَار بحذف الهاء مثل سَحَابَة وسَحَاب، قال ابن السّكِّيت: ولا يقال: (فِقَارة) بالكسر والفِقْرَة لغة في الفَقَارة وجمعها فِقْر وفِقْرَات مثل: سِدْرَة وسِدْر وسِدْرات".
يتبيّن أن صواب النطق: فَقَار الظهر – بفتح الفاء لا فِقَار – بكسر الفاء.