القطط المخنوقة,, والكلاب الجائعة في اربعينية صدام
يقول المثل الشامي البسينة بتحب خناقها (والبسينة هي القطة ) او البزونة بالعراقي ,, وهو المثل الذي ينطبق على الكتاب العرب الذين اعتبروا اعدام صدام جريمة ونسوا او تناسوا جرائم المقابر الجماعية في العراق والكوارث بسبب حروبه الهمجية وجريمة احتلال دولة الكويت الشقيقة وميناء الخفجي السعودي وصواريخ سكود التي دكّت الرياض كما نسوا كيف استعدت قطر بالاقنعة الكيمياوية بعد تهديدات صدام بطل الامة العربية لها بالقصف ,بالاضافة الى ارسال السيارات المفخخة الى دمشق , ودعم ميشيل عون دون غيره عسكريا في لبنان ...
ويقول المثل الانكليزي جوع كلبك يتبعك ..وهو المثل الذي استعمله عدي بن بطل الامة العربية مع بعض الاعلاميين العرب عموما ومع مستشاريه ومساعديه من الاعلاميين العراقيين على وجه الخصوص الذين يعملون الان في بعض المؤسسات العربية الاعلامية الشهيرة ,,
ورغم (الخنق) و(التجويع) وكل الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين الا ان بعض الاعلاميين من القومجية والاخوانجية (نسبة الى الاخوان ) ربطوا اعدام صدام بالقومية العربية مرة وبالاسلام مرة اخرى ,, ولم يقدم احد منهم دليلا يوضح لنا علاقة صدام بالعروبة أوبالاسلام , اللهم الا ترديد الشعارات يوميا باسم العروبة وارتكاب الجرائم بأسم القومية بحق الشعب العراقي اولا وبحق بعض الدول المجاورة ثانيا , ولااحد يستطيع ان يوضح لنا ماذا قدمت العروبة للعراق غير صب الزيت على النار ايام الحرب مع ايران ليموت (اولاد الخايبة) نيابة عن الامة العربية ,, وبعد زواله قاموا بارسال المفخخات والبهائم العربية الوافدة التي تعبر الحدود متسللة لكي تفجر نفسها بين الابرياء من العراقيين ,,فالقصد اذن هو قتل العراقيين ايام صدام وبعد زواله وبعد مماته ..
وقد علمنا الله سبحانه وتعالى في قرآنه ان اكرمكم عند الله اتقاكم وليس اكرمكم عند الله اكثركم عروبة او قومية ..علما ان مصطلح القومية العربية يعتبره كثير من العراقيين من السنة والشيعة مصطلحا وهمياً كاذباً لأنه أصبح قريناً لأي دجال أو طبال يأتي للعراق وينهب ما استطاع من خيرات العراق بأسم القومية العربية , حتى ان البعض يعتبر مصطلح القومية العربية شتيمة لانها تعني التخاذل والانكسار والعبودية والقبول بالدكتاتورية وتعني رفع العلم الاسرائيلي في العواصم العربية التي تنادي بشعارات القومية ليل نهار كمصر وسوريا والاردن وقطر على سبيل المثال لا الحصر !!
لم يتصور العراقيون ان يصل الحقد من بعض الاعلاميين العرب الى درجة تخوين الشعب العراقي لانه وافق على تطبيق العدالة الالهية ,,ولم يتخيل العراقيون ان يقوم بعض المسؤولين في بعض الحكومات العربية بضرب العلاقات الدولية والاحترام المتبادل عرض الحائط لان الشعب العراقي قرر ان يتخلص من الدكتاتورية ليعيش بحرية ..
لكن يحلو لبعض الطائفيين ومعهم بعض القومجية وبعض التكفيريين ان يحسبو صداما على السنة او على القومية العربية .. ونقول لهم انكم اصطففتم خلف مجرم لايعترف بالسنة ولابالشيعة ونظرة واحدة ( منصفة ) للضحايا من العراقيين اثناء فترة حكمه تؤكد مانقول, ومايفعله اتباعه بعد سقوطه ادهى وامرّ , ولكن الاصطفاف خلف مجرم يعني القبول باجرامه ويعني الاشتراك بالجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين وهذا دليل اخر على استمرار اشتراك كثير من الاعلاميين العرب بقتل العراقيين او بتبرير قتلهم اليومي فتعسا لهذا الاصطفاف وتعسا للمجرمين جميعا ,
الاعدام هو تطبيق للعدالة وقد جاء بقرار من محكمة عراقية عادلة فيها الكثير من الشفافية ,,وهذه هي نهاية الطواغيت والمجرمين في الدنيا,, ولعذابُ الاخرة اشد من لدن زبانية شداد غلاظ كما جاء في القران الكريم .,وهذه سنة الله في خلقه ..
لم يذكر القران لنا ان تطبيق العدالة يحتاج الى ايام معينة او ان هناك اياما لايجوز فيها تطبيق العدالة كالاعياد مثلا ..فحتى القتال جائز في الاشهر الحرم .(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه) ..الاية ..
المشكلة ان كثيرا من العرب ومثلهم بعض العراقيين (لحد الان )يعتقدون ان الرئيس او الملك او الامير الذي يحكم البلد الذي يعيشون على اراضيه لديه خوارق ويستطيع تحقيق المعجزات وبامكانه القضاء على الامبرالية والصهيونية العالمية بطرفة عين ,,ويعتقد كثير من المواطنين العرب ان رؤوساء بلدانهم يفهمون في التكنولوجيا المتطورة وصناعة الصواريخ النووية التي بامكانهم استعمالها لو ارادوا للقضاء على العدو !!..
ويظن كثير من العرب العاربة والمستعربة ان الرئيس هو اجمل من في الكون ربما لانهم يشاهدونه لوحده يوميا في التلفزيون والصحف والمجلات .. بل ان البعض منهم يعتقد ان الرئيس هو الذي يزوج الناس ويطلقهم وهو الذي يصنع الاوكسجين في الهواء ليتنفسوا !!!هذه الاعتقادات سمعتها اثناء جولات لي في بعض العواصم العربية ممن التقيتهم ايام غربتي في الخمسة وعشرين عاما الماضية ..
المشكلة ان خناق القطط مات وظن العراقيون ان المخنوقات من القطط العربية والعراقية ستفرح بذلك فاذا بها حزينة على موت خنّاقها كما ان الكلاب التي اصبحت تسرح وتمرح بعد موت من كان يجوّعها اصبحت الان تبحث عمّن يجوعها كي تتبعه ,! عجيب هذا الزمن واكثر منه عجبا شذّاذ هذه الامة الذين اعتبروا مجوّعهم بطلا ومازالوا يبحثون عن مجوع اخر لكي يتبعوه ,, ربما لانهم اشتاقوا لترديد شعارات كانوا يرددونها اول مرة بالروح بالدم نفديك ياخناقنا ويامجوعنا !!..
وشكرا
اللهم ارحم شهداؤنا الابرار الذين سقطوا في الحروب والمقابر الجماعيه والاسحله الكيميائيه واسكنهم فسيح جناتك