السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
صحيح الموضوع منقول ولكن
فنحن معاشر المعلمين نجد راحتنا في تعبنا و ينطبق علينا القول المأثور :
نفوسكم تتعب بالراحة فأريحوها بالتعب.
صحيح أن المعلم يتعب لكن صدقوني رغم التعب الذي نلاقيه نشعر بمتعة و سعادة غامرة خاصة إذا بلغت إلى الهدف المنشود.
نلاقي من التعب ما نلاقي لكن نستمتع -بلغة المعلمين- نسمى هذا التعب : التعب اللذيذ .
لا أطيل عليكم الكلام و أترككم تبحرون مع مجداف ذاكرة معلم تآكلت معالمها و سخر منها الزمن ، و هزأت بها سواعد البحارة . و أهلكها التصنيف الجديد ،
عندما تحاصر الكلمات ذاكرة قد أضناها الطبشور و صياح البراءة تنفجر ينبوعا عذبا نقيا طاهرا على و رقة بيضاء بياض قلوب المعلمين. لكن من المؤلم ان تتصارع الافكار في روحك..وتتعارك الكلمات على باب شفتيك..وفي النهاية يتكسر قلمك على اعتاب الصفحة..فتبقى الدمعة هي ما وصل من فيض روحك ولامس الورقة...
فيكون صوتك دامع متحشرج..و كلماتك فارغة جوفاء .
لكن إن شاء الله في هذه القصيدة ليست وحدها الدموع هي من تعبر بل دموع الفرح و الفكاهة و إعادة البسمة إلى ثغور طالما فارقتها .
أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة و المملة.
و الآن مع القصيـــــ ـــ ـ ــــــــــ ــــ ــــدة
وأكون منشغلا بشرحي غارقا *** بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحوار وتارة *** أجد السؤال يفيد والتعليـــــــلا
فأسأل الطلاب عن مضمونه *** وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوتـــه *** (يملأ القسم صياحا و عويــــــلا
معلمي معلمي ويرفع إصبعا *** ويقيم أخرى ترفض التنزيـــلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحة *** هيا بنيَّ أجب أراك نبيــــــــــلا
فيقول يا معلمي إني محصـر *** هب لي إلى المرحاض منك سبيلا
نعم ....نعم...... إلى المرحاض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأكاد أصعق منه إلا أنني *** أجد التصبر نافعا وجميـــــــــــــلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني *** يشكو زميلا مؤذيا وكســـــولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا *** فيفوق(هوميروس)أو (فيرجيلا)
وأقول في "الراحة " ألقى راحتي *** وأزيل هما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة *** أو بالهواء مطيبا وعليـــــلا
وإذا ب"مديرنا" يهرول مسرعا *** يوسف صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع التلاميذ طابورا ولا *** تدع النظام ولا تندّ قليــــــــلا
وإذا كتبت محضّرا في دفتري *** أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي *** ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء المفتش وقال عدل يا فتى *** اشطب وسجل غيره مقبـــولا
خصص ومثّل للنشاطات التي *** أعطيتها واجعل لديك دليـــــلا
قد صار في التحضير عندي عقدة *** فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطعام وتارة *** أهذي به إذ ما رأيت خليـــــــــلا
حتى الجوار تعقدوا من هوله *** والحي صار بعقدة مشمـــــــــولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة *** ووقعت ما بين التلاميذ قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته *** إن المعلم لا يعيش طويلا .