|
|
|
|
رئيس الوزراء التركي
رجب طيب أردوجان
يعترض على
الرئيس اليهودي شيمون بيريز
ويقاطعه أكثر من مرة ثم ينسحب
من منتدى دافوس معترضًا
على إدارة الجلسة
بشكل غير حيادي!
لقد كان موقفًا نادرًا حقًّا..
لقد وقف الرئيس الصهيوني
شيمون بيريز
يتحدث في برود عجيب عن الظلم الذي
يتعرض له اليهود في أرض فلسطين
وعن الألم الذي يصيب الشعب الإسرائيلي
نتيجة صواريخ حماس، وعن صعوبة الحياة
عند الأطفال اليهود في هذه الأجواء
مبررًا بذلك المذابح البشعة التي قامت
بها قواته الإجرامية في قطاع غزة
ولقد أعطاه رئيس الجلسة ضعف الوقت
الذي أعطاه لغيره وتركه يتكلم كيفما يريد
ثم بعد انتهائه من الكلمة
قام عدد من الحضور
ممن يتزلفون إلى الكيان الصهيوني
بالتصفيق له
والموافقة على ما أدلى به من كلمات!!
لقد كان من المتوقع أن يمر الموقف بسلام
كما مر غيره من آلاف المواقف
وكان من المتوقع أن
يكتفي المعترضون بالسكوت
وأن يتحرك العموم في اتجاه
ترضية الرئيس الصهيوني لولا أنه
كان بالقاعة
رجلٌ في زمن عزّ فيه الرجال
وعملاق في زمان الأقزام!
وهذا الرجل هو أردوجان!
لقد قام هذا البطل الشجاع
في فروسية ظاهرة يقاطع شيمون بيريز
ويقول له
"إسرائيل هم أدرى الناس بالقتل
وليست حماس هي التي دفعت
إسرائيل إلى القتل بل أنتم قتلتم
الأطفال على شاطئ غزة دون
أي ذنب، وقبل إطلاق الصواريخ"
ثم إنه توجه إلى الحضور الذين
صفقوا منذ دقائق
لبيريز وخاطبهم في صراحة نادرة
"من المحزن أن يصفق الحضور
لأناس قتلوا الأطفال
ولعملية عسكرية أسفرت
عن مقتل الآلاف الأبرياء
وليس هناك مبرر أبدًا لقتل
المدنيين بشكل عشوائي"
ثم توّج أردوجان موقفه البطولي
بالانسحاب
من المنتدى كُلِّية، وهو يتوجه بالكلام
إلى رئيس الجلسة المنحاز إلى بيريز
قائلاً له
"بيريز تحدث 25 دقيقة، وأنا لم أعطَ الفرصة
لأتحدث نصف هذه المدة، ولذا سأغادر
ولا أعتقد أني سأعود إلى دافوس!"
و أيضا
و خلال قمة حلف الناتو في مدينة "ستراسبورغ"
الفرنسية يوم السبت الموافق 4 إبريل
استخدم أردوجان حق الفيتو ضد اختيار
رئيس الوزراء الدنماركي اندرياس
فوغ راسموسين أمينا عاما جديدا للناتو خلفا
للدبلوماسي الهولندي ياب ديهوب شيفر
الذي سيترك منصبه في نهاية يوليو المقبل
وعزا هذا الموقف إلى رفض راسموسين
الاعتذار عن نشر صور كاريكاتورية مسيئة
للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
في صحيفة دنماركية في عام 2005
والتي أدت إلى احتجاجات واسعة
في أنحاء العالم الإسلامي
وهنا وجد الناتو نفسه في موقف حرج للغاية
حيث أن فوز راسموسين بالمنصب يحتاج
إلى اجماع كافة الدول الأعضاء في الحلف
وعددها 26 دولة وتركيا وهى العضو المسلم
الوحيد في الحلف استخدمت الفيتو
فيما
أيدت بقية الدول وعلى
رأسها واشنطن وباريس ولندن
ترشيح راسموسين من بين المرشحين الآخرين
للمنصب وهم وزير الخارجية البولندي
رادوسلاف سيكورسكي ووزير الخارجية
النرويجي يوناس غار سوتير، ووزير الدفاع
البريطاني السابق دز بروان، ووزير الخارجية
البلغاري السابق سولمون باسي
ووزير الدفاع الكندي بيتر ماكي.
ولحل تلك الأزمة ، تدخل عدد من زعماء الناتو
لإقناع أردوجان بالتراجع عن الفيتو
إلا أنه أكد تمسكه بموقفه
وخاطبهم قائلا
"من يحميه إذا دخل أفغانستان المسلمة
مثلا ، ستكون هناك مشكلة"
وأمام هذا لم يجد
الرئيس الأمريكي بارك أوباما
من خيار سوى عقد صفقة مع أردوجان تتراجع
خلالها تركيا عن استخدام الفيتو
مقابل
تعهدات من الناتو بالتعامل
مع العالم الإسلامي على أساس
من الاحترام المتبادل
بجانب تقديم راسموسين
اعتذارا علنيا للمسلمين
عن الرسوم المسيئة
خلال الإجتماع الوزارى المشترك الخاص
بحوار الحضارات والعلاقة بين الغرب والإسلام
الذي يعقد في اسطنبول في الأسبوع الأول
من إبريل ، هذا بالإضافة إلى أن يكون
مساعد الأمين العام للناتو من تركيا
وأن يكون مبعوثه إلى أفغانستان
شخصية تركية أيضا
وهكذا تعامل أردوجان مع القضية
كرجل شريف شجاع يقرأ التاريخ
ويفهم الواقع ويعيش هموم أمته
ولا يرى فرقًا بين فلسطيني وتركى
فالكل في النهاية مسلم
ولا يرهبه صهاينة ولا أوربيون
ولا يداهن أو ينافق
ولا يركع أو ينبطح.. |
|
|
|
|